قمة طهران نجاح على أكثر من صعيد

الحديث عن إيران هذه الأيام يشغل وسائل الإعلام الغربية لا سيما مع استضافتها للمؤتمر السادس عشر لمنظمة دول عدم الإنحياز الذي يأتي في ظل نزاعات دولية ،وأزمات إقليمية ، تزداد غلياناً يوماً بعد آخر ….

غليانٌ تزيد من سخونته نيران الإمبريالية الغربية أو مابات يُعرف بهيمنة القطب الواحد .

أكثر من ملف وقضية في متناول مائة دولة من الدول الأعضاء لحركة عدم الإنحياز التي حضرت القمة المنعقدة في طهران ؛ على رأس هذه الملفات والقضايا:الملف السوري ، والقضية الفلسطينية ، ودعم حركات المقاومة في المنطقة ، والأهم من ذلك كله تفعيل دور المنظمة على الساحة الدولية بالشكل الذي يوازي حجمها ويفضي إلى الحد من هيمنة الدول الكبرى المتمثّل في إستغلالها لمنظمة الأمم المتحدة لتمرير مشاريعها وإجهاض كل المشاريع المناهضة لسياسات القطب الواحد.

نجاح منظمة دول عدم الانحياز في تجاوز كل الخلافات بين الدول الأعضاء فيها يؤكد قدرتها في لعب دوره كبير وفعال في الساحة الدولية وعلى جميع الأصعدة , وهي خطوة جريئة من شأنها إفشال كل المحاولات الساعية لتدويل  أزمات المنطقة وتصديرها باتجاه الغرب الذي سعى جاهداً للتدخل بالشؤون الداخلية لبلدان المنطقة.

ويؤكّدالكثير من المراقبين أن منظمة دول عدم الإنحياز  ستشهد تحولاً هاماً في مسارها السياسي خلال فترة رئاسة إيــران والتي ستسمر ثلاث سنوات ، حيث تسعى إيران إلى إحداث تغيير منهجي في آليات المنظمة لتصبح شريك رئيسي في إدارة الملفات الدولية .  فهل تتمكن ثاني اكبر منظمة دولية من تحقيق ماعجزت عن تحقيقه المنظمة الدولية الأكبر؟!

صحف غربية أكدت أن نجاح إيران في ترأسها لمنطمة دول عدم الإنحيازدليل على فشل  كل القرارات والجهود الغربية الساعية لعزل إيـران وحصارها دولياً. لاسيما أن هناك من الوافدين على طهران من تعتبر هذه هي المرة الأولى التي يزور فيها إيـران .

كما أن قمة طهران أتاحت الفرصة لأن تـسعـيد إيـران علاقاتها الدبلوماسية مع بعض دول المنطقة والتي كانت قد قطعت علا قاتها معها كمصر والبحرين ؛ وهوما يعني إعادة رسم خارطة المنطقة العربية بمقاييس إقليمية عربية بعيداً عن التدخلات الأمريكية ، الأمر الذي  تخشاه دوائـر الحكم في العديد من البلدان الغربية  المنحازة لإسرائيل ؛ وقد أبدى الغرب خشيته من قمة طهران ولم يتردد في ممارسة ضغوطات على بعض بلدان المنطقة للحيلولة دون حضورهم قمة طهران , ولم يسلم من هذه الضغوطات حتى الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة بان كي مون .

يـُذكر أنّ رئيس كيان العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو كان قد وصف مشاركة 120 دولة في قمة عدم الانحياز في طهران بأنه'وصمة عار على جبين الانسانية'!

فهل بمقدور قمة طهران أن تخرج بآلية تمكن منظمة دول عدم الإنحياز أن تلعب دوراً يوازي الثقل الذي تمثله  منظمة بلغ  عدد أعضائها (120) دولة. وخصوصاً أن الكثيرين من المراقبين يرون انها فرصة لإيجاد نوع من التوازن تـُمكّـن دول الجنوب الفقير المثقل بالديون من استعادة حقوقهم من دول الشمال المتخم بثروات الدول النامية .

التعليقات مغلقة.