امتدادات انتصار تموز ومشروع الشرق الأوسط الجديد…القوة الصاروخية اليمنية تطيح بمعادلات وخطط الاستكبار العالمي

صنعاء – اخبار عربية

المصالح الأمريكية والغربية بل والعالمية مرتبطة بمؤشر واحد وهو سعر النفط ورافده الأهم عالميا هي (آرامكو)ومصير آرامكو والمصالح الغربية والعالمية مرتبط بشيء وحيد وهو مؤشر القوة الصاروخية اليمنية وبركان تحديدا.

بركان وحده يستطيع رفع مؤشر أسعار النفط في العالم وبالتالي ستقوم الدول المستفيدة من النفط السعودي إما بالضغط على السعودية في عدوانها اليمن وربما ترفع الغطاء عنه في حال ارتفع سعر البرميل إلى خمسمائة دولار أو أكثر أو إلى إقحامها في الميدان بشكل كلي لكن الأرجح أنها ربما ترفع الغطاء ولو جزئيا عن العدوان على اليمن لأن ارتفاع أسعار النفط سيؤدي إلى هيمنة إيران وكثير من الدول المناهضة لأمريكا في السيطرة على السوق العالمي للنفط ويجعل السعودية في الهامش.

أما في المقلب الثاني بعد البترول يأتي سوق الغاز والذي كانت قطر مهيمنة بغازها على احتياجات السوق الخليجي خصوصا مما دفع أمريكا والإمارات والسعودية للسيطرة على مصافي بلحاف الغازية لسد حاجاتهم من الغاز بسيطرتهم على غاز اليمن ومصفاته في شبوة كأول خيط في التضييق على قطر في أهم ما تمتلكه وهو الغاز في أهم أسواقها في الإمارات والسعودية كأهم مستوردين للغاز القطري هنا تكمن حلقة الربط بين آرامكو البترولية وقطر بلاد الغاز وهنا يكمن سر الاتهامات السعودية لقطر بتزويد القوة الصاروخية اليمنية بإحداثيات النفط والمواقع السعودية.

المصالح الغربية والأمريكية بالذات أصبحت مرتبطة بشقين وهما آرامكو وثانيا بمصافي بلحاف الغازية بشبوة
في حال تم قصف آرامكو وارتفاع أسعار النفط بشكل جنوني هل يدفع ذلك أمريكا والناتو للدخول في المعركة وحشد جيوشهم كما فعلوا في السيطرة على بلحاف بدعوى مكافحة الإرهاب من القاعدة أم إلى وضع اليد كليا على آرامكو أو إلى رفع الغطاء والتمويل بالسلاح والطيارين ووو عن عدوان أمريكا والسعودية على اليمن وتحميل السعودية كافة التبعات؟

وهل ستكست قطر عن ضرب مصالحها واقتصادها بضرب سوق الغاز واستغناء الخليج وأمريكا عن غازها باحتلال مصافي بلحاف في شبوة المحاددة والمرتبطة كليا بمأرب التي يقبع فيها الكثير من مليشيات حزب الإصلاح المرتبط إدلوجيا بقطر والإخوان أم أن الهيمنة السعودية على تلك المليشيات ستمنع أي هجمات على مصالح الإمارات تحديدا وكل من شارك في السيطرة على أهم مصفاة غازية في المنطقة؟

مصافي بلحاف الغازية والقوة الصاروخية هما أهم مؤشرات المرحلة القادمة في مرحلة كسر العظم اليمنية مع تحالف العدوان و المصالح الغربية المرتبطة بآرامكو، من جهة أخرى هي بين تحالف العدوان خصوصا الإمارات والسعودية ومن خلفهما أمريكا ضد قطر وسلاحها الاقتصادي المهم الغاز وهي المرحلة الثانية التي دخلتها دول الحصار مع قطر وهي أهم خطوة قد تضر بالاقتصاد القطري ومرتبطة أيضا بالسعودية في اتهام قطر بتزويد القوة الصاروخية اليمنية بالإحداثيات النفطية والعسكرية السعودية.

خيط ثالث يشبع الأزمة الخليجية وهو مرتبط بالعدوان على اليمن وبالأزمة القطرية هو تقرير رويترز عن إمدادات تتهم الكويت بالضلوع فيها بتزويد الجيش واللجان بسلاح إيراني حسب التقرير فهل هو بداية توسيع الأزمة الخليجية ضد قطر ليشمل الكويت بذريعة إمداد اليمن بالسلاح هذا مؤشر أول، أما المؤشر الثاني هو ما نشرته صحف سعودية تذكر فيها الكويت من أن الدول الأربع التي حاصرت قطر هي من دافعت عن الكويت إبان غزو صدام لها هذا المؤشر يعزز أن هناك خطوات ستقوم بها الدول الأربع تجاه الكويت وما تقرير رويترز إلا أهم ذريعة يتم التسويق لها وهي التعاون مع إيران لتوصيل السلاح لليمن حسب رويترز التي ربما قبضت ثمنا باهضا لكي تقوم بنشر تقرير خطير كهذا في المقابل نجد انطباحا كويتيا إزاء هذا بل قاموا بطرد السفير الإيراني بدلا عن الاستقواء بإيران كما فعلت قطر بتمتين تحالفها مع إيران وتركيا وانصياعها الكامل للسعودية!

خروج الأزمة الخليجية وامتداداها إلى أفريقيا خصوصا في السودان وليبيا ومصر والجزائر والمغرب كان طبيعيا فالسودان وبشيرها الإخواني قلبه مع قطر وسلاحه مع السعودية خصوصا في اليمن عبر مرتزقة يقاتلون في صف أحد دول الحصار على قطر الإخوانية وبالتزامن مع طرد خمسين ألف سوداني من السعودية وتحريك ملف البشير في محكمة الجنايات الدولية يعقد من الأزمة الخليجية وتبعاتها على أفريقيا كتحريك ملف حلايب وشلاتين بين مصر أحد دول الحصار وبين السودان لدفعها لاتخاذ موقف ضد قطر ولا زال حتى الآن موقف السودان منها غير واضح

امتداد الأزمة الخليجية على أفريقيا يشتد ضراوة في ليبيا فجماعة حفتر الموالية لدول الحصار في صدام كبير مع الجماعات الإخوانية الموالية لقطر هو صراع سيطرة من ناحية ومن ناحية حرب اقتصادية بين قطر وتركيا في مواجهة السعودية والإمارات ومصر في السيطرة على النفط الليبي.

لم تكتف الأزمة الخليجية عند هذا الحد فهي تلقي بضلالها على المغرب الذي كانت أول طائرة تسقط في العدوان على اليمن كانت مغربية لكن الأزمة الخليجية قلبت المعادلة فأصبحت المغرب من أهم الدول الداعمة لقطر بمساعداتها وطائراتها.

الحكومة الإخوانية في المغرب كانت صاحبة الصوت الأعلى في الأزمة الخليجية بينما ملكها فعلاقاته غير خافية أنها مع السعودية وسفر سلمان إليها لقضاء إجازته فيها مؤشر على حدوث صدام قادم في المغرب بين ملكها التابع للسعودية وبين الحكومة الإخوانية المؤيدة لقطر، صراع قد يبرز بالإطاحة بأحد الطرفين وربما يتم التحضير له جديا.

الأزمة الخليجية تلقي بضلالها على الجزائر التي أوفدت قبل أيام وزير خارجيتها إلى قطر فهل هي بوادر وساطة جزائرية أم موقف جزائري داعم لقطر الأيام القادمة ستوضح ذلك.

أما الملف الأخطر التي ألقت الأزمة الخليجية عليه فهو مع مصر التي دفعت مسبقا ثمن وقوفها ضد قطر بالتنازل عن تيران وصنافير للسعودية دون حتى أن تقدم السعودية لمصر ثمن ذلك في الضغط بعلاقاتها مع أثيوبيا أو إسرائيل المهيمنة على القرار الأثيوبي بالدفع نحو حل أزمة سد النهضة ومياه النيل، في ذات الوقت في بداية الأزمة الخليجية قامت طائرات مصرية ولأول مرة بقصف جماعات مناوئة لحفتر بعد الإيعاز السعودي وهو ما هدد السيادة الليبية وتدويل النزاع بين أطرافها مما يجلب لمصر مخاطر جديدة من الحدود الليبية المصرية الشاسعة وهو في ذات الوقت فتح مشكلة كبيرة مع السودان بسبب حلايب وشلاتين فحدود مصر مع السودان وليبيا الكبيرة جدا والتي تعتبر أهم مصادر تزويد الجماعات الإخوانية قد يدفع البلدين أو الجماعات الإخوانية بالرد في سيناء وهو ما يحدث من حين لآخر وهذا السيناريو مرتبط بغزة والأردن وإسرائيل فالخطة الإسرائيلية تقضي بالهجوم على غزة وتقوم مصر بفتح المعابر لنزوح أهلها وتوطينهم هناك وبتمويل سعودي عقب زيارة ترامب للسعودية وإسرائيل.

هل ستتفرج حماس والجماعات الإخوانية في الأردن ومصر إزاء هكذا مشروع خليجي أمريكي لصالح إسرائيل ولصالح محمود عباس؟
هل ستكون لفتح كلمة أيضا؟
وهل ما سيحدث في غزة وسيناء قد يكون بالتزامن مع حرب ضد لبنان وحزب الله؟
أم أن نجاح المخطط الإسرائيلي الخليجي بمباركة ترامب سيقود للخطوة القادمة وهي حرب ضد لبنان وحزب الله أم أن العكس هو ما سيحصل بداية بالهجوم على لبنان ثم تنفيذ مخطط تهجير الفلسطينيين إلى سيناء؟
كل ذلك مرتبط بمؤشر واحد وهو القوة الصاروخية اليمنية ومصالح الغرب وأمريكا النفطية وتزعزع تلك المصالح كفيل بإحباط السيناريوهات على أقل تقدير معظمها
إن لم تكن كلها كما أحبط انتصار المقاومة الإسلامية في لبنان مشروع الشرق الأوسط الجديد في تموز 2006

 

المصدر

iuvmpress

التعليقات مغلقة.