الموالد النبوية : المشروعية في مواجهة التبديع والعداء (2) .

صنعاء – المولد النبوي الشريف

موالد متنوعة : –
يختلف الاحتفاء بميلاد النبي صلى الله عليه وآله وسلم حيث لا يقتصر على شهر ربيع الأول وإنما طوال العام وهذه الاحتفاءات تتوزع كالتالي :

•  مهرجانات اجتماعية كبرى في الساحات والأماكن العامة , يُصلى فيها على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتُلقى الكلمات الخطابية المعبرة عن المناسبة والقصائد الشعرية والأناشيد الدينية .
• مهرجانات خطابية يتم إحياؤها في المساجد , وتقتصر على سرد الحياة النبوية متخللة بالصلاة عليه , وتُرش فيها العطور ومياه الورد والروائح الطيبة .
•  اجتماعات عامة في المنازل أثناء المقيل تُتلى فيها السيرة العطرة والروائح الطيبة والصلوات الإبراهيمية والأناشيد الدينية .
•  اجتماعات نسائية تُحيي الموالد بالنشيد المحمدي الذي تؤديه المُمَولِدة مخللاً بالسرد القصصي للميلاد الممزوج بالصلوات الإبراهيمية .
•  ذبح الذبائح وإقامة الولائم وتوزيع الأطعمة للفقراء والمساكين والشوكولاته والحلوى للجيران .
•  البرامج الدينية والابتهالات النبوية والمدائح المحمدية والأناشيد والمسلسلات والأفلام الدينية التي تقوم ببثها بعض الإذاعات والقنوات الفضائية كتقليد موسمي .
•  خطب الجمعة التي تكون في الغالب في شهر ربيع الأول مشتملة على الميلاد النبوي المبارك دروساً وعبراً .
لدعاة المولد وأحبابه : –
إن الاجتماع لقراءة المولد يشتمل على ذكر الله تعالى والصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم التي هي مركب الأعمال وكذا على شيء من سيرة وحياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأخلاقه وشمائله فدعاة المولد وأحبابه ورواد مجامعه من أولي الألباب كما سمَّاهم الخالق جل وعلا ” إنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (19) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِم ْ….” إلى آخر الآيات الكريمة بل هم بهذه الآيات من أخصِّ الناس .
وفيهم أيضاً يقول الحبيب محمد صلى الله عليه وآله وسلم : ( ما جلس قوم مجلساً يذكرون الله عز وجل إلا حفَّت بهم الملائكة وغشيتهم الرحمة وذكرهم الله فيمن عنده ) رواه مسلم
وفي مجلسهم يقول أيضاً : ( ما من قوم اجتمعوا يذكرون الله تعالى لا يريدون بذلك إلا وجهه إلا ناداهم منادٍ من السماء : أن قوموا مغفوراً لكم قد بُدِّلت سيئاتكم حسنات ) رواه الإمام أحمد .
وفيكم قال المعلم العظيم محمد صلى الله عليه وآله وسلم : ( هُمُ القوم لا يشقى بهم جليسهم ) قاصداً المجتمعين للذكر .
وفي الاجتماع تعظيم لشعائر الله تعالى ” وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ”
ولا يفوتكم هذا بحسب الإستطاعة والقدرة : –
•    إقامة الإحتفالات وإحياء المناسبة .
•  ذبح الذبائح وتوزيعها للفقراء .
•  إطعام الطعام ” خيركم من أطعم الطعام ” .
•  زيارة الإخوان وإدخال السرور على البؤساء كما هي صفة المؤمنين ” رحماء بينهم ” .
• عيادة المريض والجريح .
•  مصافحة المسلمين والسلام عليهم .
•  توزيع الحلوى والهدايا مع التوسعة على الأهل وإدخال السرور إلى قلوبهم  .
•  التهنئة بحلول هذا العيد الكريم .
ويا عجباً :-
ممن يُجَنِّد نفسه وطاقاته وإمكاناته لمحاربة الاحتفاء بميلاد سيد البشر بمبررات واهية , وحجج ركيكة زاعماً بِدْعِيَّة المناسبة ومتعللاً بأن المولد يُشَخِّص صورة النبي ويصف شعره وبياضه ولون عينيه وهذا من عادة العشاق للنساء حسب هذيانهم !!
• فيا عجباً أما قرأتم القرآن الكريم الذي أقسم الله تعالى بالتين والزيتون وطور سينين بأنه قد خلق الإنسان في أحسن تقويم ؟
•  أمَا وصف الله تعالى طالوت بقوله على لسان نبي من أنبيائه ” إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ” ؟
•  أمَا وصف الله تعالى نبيه يوسف بأن النسوة لما رأينه أكبرنه وقطعن أيديهم وقلن حاشا لله ما هذا بشرا ًإن هذا إلا ملك كريم ؟
أمَا وصف رسول الله أصحابُه وأزواجُه والتابعون وأئمةُ العلم وفقهاءُ الشريعة نظماً ونثراً بما لا يحصى مما حوته بطون الكتب التاريخية والفقهية والحديثية ؟
لقد بِتُّ في حيرة من أمر هؤلاء الذي يُحبون كل شيء إلا ميلاد النبي , ويمارسون ما يحلو لهم من طقوس إلا موالد النبي , ويعشقون كل شيء إلا عشق النبي !!! لعمري ما هذا إلا بهتان عظيم .
” وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ”
بالله عليكم : ما سر العداء لميلاد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ؟
لا يفوتني القول : إن هذا العداء يثير الكثير من التساؤلات الباحثة عن إجابة مقنعة بدلاً من التخرصات التي لم ولن تُقنع حتى زاعميها .

راجي عفو مولاه / الحسين بن أحمد السراجي شفاه الله .
الإثنين 6 ربيع الأول 1438هـ الموافق 5 ديسمبر 2016م .

التعليقات مغلقة.