سياسة النفاق القطرية، بين دعم الارهاب و مواساة الضحية “تقرير مــفصل”

سياسة النفاق القطرية، بين دعم الارهاب و مواساة الضحية "تقرير مــفصل"
سياسة النفاق القطرية، بين دعم الارهاب و مواساة الضحية “تقرير مــفصل”

أحتاج أن أكون على اتصال معهم” عبارة قالها أمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني خلال لقاء جمع قادة الخليج عام 2009، أي قبل اندلاع ما سمي بـ”الربيع العربي”، عندما واجهه حاكم البحرين حمد بن عيسى آل خليفة بمخاوف البحرين إزاء الدعم القطري للجماعات الإرهابية في العلن وما يشكلّه من خطر على دول المنطقة. هذا ما جاء على لسان حاكم قطر السابق و الذي يكمل ابنه مسيرته بدعم أمريكي حيث تعتبر قطر حليفا استراتيجيا لأمريكا تضم قواعد عسكرية و تجمعهم مصالح واسعة.

كانت السياسة القطرية قبل و بعد اندلاع الحرب في سوريا تقتصر على دعم و تمويل المجموعات الارهابية حصرا، الى أن جاء خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما يعاتب فيه حلفاءه من دول الخليج و يطالبها بدعم اللاجئين السوريين، كتوجيه لتلك الدول بحفظ ماء الوجه في المرحلة المقبلة من المشهد الاقليمي. فكان الرد الأول قطريا حيثت أعلنت دولة قطر نيتها تقديم مساعدات بقيمة 50 مليون دولار للاجئين السوريين.

و فيما يلي عرض سريع لبعض التقارير الصادرة من صحف أجنبية عالمية تسلط الضوء على التمويل القطري للمجموعات الارهابية:

تشرين أول 2014 صدر تقرير مفصل لمجلة “فورين بوليسي يكشف الدعم المالي القطري للمجموعات المسلحة في سوريا و مما جاء في التقرير قصة شاب سوري يدعى حسام، كان يدير فرقة عسكرية معارضة في سورية. وفي عامي 2012 و2013، وصلت قوة الفرقة إلى ما تعداده 13 ألف شخص، تعمل تحت سيطرته بالقرب من مدينة دير الزور في شرق سورية. وفي جلسة مع صحافية في المجلة قال السوري إن “جزءاً من “مقاتلي الجيش الحر يوالونني”، مضيفاً “لدي مجموعة جيّدة للقتال”. ويؤكد “حسام” أن “أمواله أتت ولو بشكل جزئي من قطر، حيث مُنح حرية التصرف بها من قبل وزير الخارجية خالد بن محمد العطية. و يضيف بأن عشرات المجموعات الأخرى أيضا تتلقى تمويلا قطريا شهريا.

وفي مقابلة مع “فرانس 24” وجه رئيس الوزراء العراقي الأسبق “نوري المالكي” اتهامات مباشرة لدولة قطر بدعم الإهاب وتحفيز المنظمات الإرهابية في المنطقة و العالم والترويج لها إعلاميا وسياسيا. المالكي قال إن حربا معلنة تقاد على سوريا و العراق تعتبر قطر الداعم الأول لها عن طريق إيواء جهاديين وإرهابيين وتكفيريين لاسيما من تنظيم القاعدة، وتأمين الدعم المالي و العسكري لهم لتنفيذ مخطط مبني على أحقاد سياسية وطائفية.
أما صحيفة وول ستريت جورنال كانت قد نشرت مقالا جاء فيه أن وزارة الخزانة الأمريكية تتبعت مبالغ كبيرة من تمويلات خاصة بمؤسسات خيرية و مواقع للتواصل الاجتماعي في قطر، لدعم متطرفين في العراق و سوريا. ونقلت الصحيفة الأمريكية عن ديفيد كوهين، المسؤول البارز بوحدة مكافحة الإرهاب في وزارة الخزانة، قوله إن الولايات المتحدة أعربت عن مخاوف بشأن سياسات قطر في الأشهر الأخيرة. وأضاف كوهين أن وزارة الخزانة قالت، في الأسابيع الأخيرة، إنها تعقبت مبالغ كبيرة تخص مؤسسات خيرية وشبكات اجتماعية إلكترونية، جرى استخدامها لتمويل الجماعات المتطرفة المناهضة للحكومة فى العراق والنظام فى سوريا. ووفقاً لمسؤولين أمريكيين، فإن هذا التمويل يتضمن جبهة النصرة في سوريا، الجماعة “الجهادية” التي هي على صلة بتنظيم القاعدة.

الدعم القطري كما السعودي للمجموعات الارهابية في سوريا وصل الى عشرات مليارات الدولارات، و المجموعات الارهابية في العالم ممتنة أيضا لقطر من القاعدة الى بوكو حرام و جبهة النصرة و داعش و غيرهم، و اذا ما وضعنا الخمسين مليون دولار للاجئين الذين كانت قطر سببا رئيسيا في تهجيرهم و سلخهم عن وطنهم، سنرى ازدواجية في التعاطي مع ملفات المنطقة تكشف المكر السياسي لدولة قطر الصغيرة بحجمها و التي تسعى دائما للعب أدوار محورية رئيسية في المنطقة، عبر أموال نفطها، و شبكة علاقاتها بالارهاب من العراق و سوريا الى نيجيريا و الصومال و ليبيا و اليمن تخفي خلفها أطماع اقتصادية سياسية كبرى تحاول من خلالها منافسة السعودية. و يعيدنا الاعلان عن الخمسين مليون دولار للاجئين السوريين بالذاكرة الى عام 2006 فبعد انتهاء العدوان الاسرائيلي على لبنان، سارعت قطر لتقديم المساعدة في اعادة اعمار الضاحية، فغطت عن جريمتها الشنيعة حيث أن الصواريخ التي ضربت لبنان أمريكية تسلمتها اسرائيل من القاعدة المتواجدة في “قطر”.

 

*الوقت التحليلي

التعليقات مغلقة.